الزير سالم

سأتكلم عن قبيلة كبيرة هي من أعظم القبائل العربية ...
قبيلة بكر بن وائل ,.خصوم التغلبيين, وأبناء عمهم, قبيلة ظهرفيها فرسان وشعراء بقي ذكرهم يروى اِلى اليوم.
لقد حظي مسلسل الزير سالم بمتابعة جماهيرية عربية كبيرة, وأكثر هؤلاء المتابعين هم الشباب الذين يرون في الزير سالم البطل الذي لا يشق له غبار , والبطل المقدام الذي لا يقهر, واختلطت بالمسلسل الحقيقة العلمية والتاريخية بالقصص الشعبية.
اِن لكل بطل نهاية , ونهاية الزير هي في نظري نهاية أليمة ومهينة نوعاً ما.
في مسلسل الزير تجاهل لشجاعة وبسالة بني بكر, وعلى الأخص مشعل الحرب "جساس بن مرة بن ذهل". صحيح أنهم هزموا في أكثر من موقعة ولكن في النهاية هزموا بني تغلب, وكانت نهاية لحربهم الطويلة.
في المسلسل تصوير لربيعة بن ضبيعة الجحدري"جحدر" ـ سمي جحدراً لقصره ـ على أنه أعجمي , وأنه في بادئ الأمر كان ضعيفاً مسكيناً, ثم صار بطلاً فجأة !!
والحقيقة أن جحدر عربي الأرومةأباً عن جد, وكان شجاعاً منذ أن شب, وهو فارس بكر في يوم تحلاق اللمم. وربيعة من قيس بن ثعلبة بن بكر بن وائل,وهو قريب البيت من الحارث بن عبادفارس النعامة.
وكان من حديثه في يوم تحلاق اللمم أن الحارث بن عباد قد أشار على بكر أن يحلقوا رؤوسهم استبسالاً للقتال والموت, وعلامة بينهم وبين نسائهم, وقال جحدر: لاتحلقوا رأسي , فاِني رجل قصير, لا تشينوني, ولكن أشتريه منكم بأول فارس يطلع عليكم من القوم , فطلع ابن عناق, فشد عليه فقتله, فقال رجل من بكرفي ذلك:
ومنا الذي فادى من القوم رأسه ***بمستلئم من جمعهم غير أعزلا
فأدى اِلينا بزه و سلاحه *** ومنفصلاً من عنقه قد تزيلا
وكان جحدر يرتجز ويقول:
ردوا علي الخيل اِن ألمت*** اِن لم أقاتلهم فجزوا لمتي
من فرسان بكر كذلك جساس بن مرة , والحارث بن همام, وحنظلة بن ثعلبة السيار وهو سيد بكر في يوم ذي قار , وهو الذي قطع وضين امرأته وقال :ليقاتل كل رجل منكم عن حليلته,ثم ضرب على نفسه ببطحاء ذي قار , واّلى على نفسه ألا يفر حتى تفر قبته وقال:
قد جدأشياعكم فجدوا***ماعلي وأنا مؤد جلد
والقوس فيها وتر عرد***مثل ذراع البكر أو أشد
قد جعلت أخبار قومي تبدو***اِن المنايا ليس منها بد
ومن شجعانهم شحر بن عمرو قاتل المنذر بن ماء السماء في يوم عين اِباغ, وبسطام بن قيس, وهو أحد من أوفده النعمان على كسرى, وكان فارس بكر في الجاهلية, وقد ربع الذهليين واللهازم اثني عشر مرباعاً, وهو أغلى عربي فداءً يوم أسر , فقد فدي في يوم الغبيط بثلاثمائة بعير!
وكان يضرب في بسطام المثل في الفروسية فيقال:أفرس من بسطام.
ومن فرسان بكر هانئ بن قبيصة الذي أجار النعمان بن المنذر وماله عن كسرى في يوم ذي قار. ومن شجعانهم عوف بن محلم, والضحاك بن قيس , والمثنى بن حارثة , فارس المسلمين في العراق, والحوفزان , واسمه "الحارث بن شريك بن شرحبيل بن مرة بن ذهل" وشرحبيل هذا كان دوره في ملسلسل الزير سارق حصان الزير! ولا أدري أهي حقيقية أم لا.
والحوفزان لقب للحارث, وهو الذي قتل الهامرز قائد كسرى في يوم ذي قار.
وقد قال في الحوفزان العوام بن شوذب الشيباني, وكان قد هجا قومه في يوم الاِياد بعد أن أسر , وقد هزم قومه:
فررتم ولم تلووا على مرهفيكم*** لو الحارث المقدام فيها لأقدما
والحارث المقدام هو الحارث بن شريك "الحوفزان", وكان قد مات قبل هذه الغزوة بزمن.
وقد قال الأعشى في بني شيبان قوم الحوفزان في يوم ذي قار:
فدى لبني ذهل بن شيبان ناقتي***وراكبها يوم اللقاء وقلت
وقال اّخر فيهم:
اِن كنت ساقبة المدامة أهلها***فاسقيعلى كرم بني همام
وفي الاّخر أرجو أني قدوفيت وكفيت بذكر هؤلاءالقوم من العرب المشاهير.
والسلام خير ختام,,,.


منقوووووووووووووول